تم ، عصر أمس الخميس، تتويج الفرق التي خاضت المباريات النهائية في ستة أصناف ضمن دوري الصداقة الرمضاني لكرة القدم المصغرة، المنظم من طرف السجن المحلي العرجات 2 ( ضواحي سلا) بشراكة وتأطير من الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع، وتنسيق مع جمعية السلام للتنمية والعمل الاجتماعي.
وكانت المباريات الإقصائية للدوري قد انطلقت في 15 يناير الماضي بمشاركة أزيد من 1300 نزيل بالسجن المحلي العرجات 2 ( ضواحي سلا)، وتم خلالها إجراء أزيد من 90 مباراة أسفرت عن 6 نهائيات في ستة أصناف.
فعن فئة التكوين المهني توج باللقب فريق شعبة النجادة ، فيما كان الفوز في فئة التربية غير النظامية ( الفرصة الثانية) من نصيب فريق الأمجاد.
وعن فئة أقل من 18 سنة فاز باللقب فريق النسور ، في حين ظفر فريق الكوكب بلقب الفئة العمرية 18-19 سنة .
وعن فئة الراشدين أحرز اللقب فريق الأسود على حساب الأهلي، بينما آلت نتيجة المباراة السادسة التي جمعت بين فريقين يتشكلان من أفارقة جنوب الصحراء، نزلاء السجن المحلي العرجات 2 ، إلى محبي فريقي أياكس أمستردام الهولندي على حساب محبي فريق نابولي الإيطالي بهدفين لواحد .
وتميزت هذه المباريات، التي جرت في أجواء احتفالية حماسية وسادتها الروح الرياضية العالية، بعروض فنية كروية من قبل الفرق المتبارية، التي أبان بعض لاعبيها عن علو كعبهم وأمتعوا الحاضرين بلمسات فنية كروية نالت استحسانهم وانتزعت تصفيقاتهم.
وفي مبادرة إنسانية تجاه نزلاء المؤسسة السجنية، لما لها من أدوار اجتماعية في مد جسور التواصل بين النزلاء ومحيطهم الخارجي، تم تنظيم حفل إفطار جماعي بهيج لفائدة النزلاء المسنين تحت شعار ” تأهيل النزيل تأهيل مجتمع”، تخللته ابتهالات وأمداح نبوية، كما تم تتويج الفائزين في المسابقة الرمضانية المتعلقة بحفظ القرآن الكريم وتجويده وحفظ الأحاديث النبوية الشريفة.
وتم خلال هذا الحفل أيضا توزيع الميداليات والكؤوس على الفرق الست الفائزة في الدور النهائي لدوري الصداقة الرمضاني وتسليم ميداليات للفرق المحتلة للمراكز الثانية في كل فئة، من طرف مدير السجن المحلي العرجات 2 السيد محمد لعبرطة ورئيسة الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع السيدة نزهة بدوان واللاعبين الدوليين السابقين في صفوف الفريق الوطني وفريق الجيش الملكي لكرة القدم ، عبد الرزاق خيري، هداف المنتخب المغربي في مونديال 1986 بالمكسيك وعبد الكريم الحضريوي ورئيسة جمعية السلام للتنمية والعمل الاجتماعي السيدة حفيظة الفقير، وأعضاء من المكتب المديري للجامعة وأطر من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والسجن المحلي العرجات 2 وفعاليات من المجتمع المدني.
كما تم منح جوائز خصصتها الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع لهداف الدوري وأحسن لاعب وأحسن حارس مرمى.
وفي سياق متصل، قدمت الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع تذكارات عرفان وتقدير لكل من مدير السجن المحلي العرجات 2 السيد محمد لعبرطة ولرئيس مصلحة العمل الاجتماعي بالسجن السيد ادريس مزريوي وبعض أطر المؤسسة السجنية.
وفي كلمة بالمناسبة أشار مدير السجن المحلي العرجات 2 السيد محمد لعبرطة إلى أن تنظيم دوري الصداقة الرمضاني بشراكة مع الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع ” التي نعتز بالشراكة التي تجمعنا معها ” وحفل الإفطار الجماعي بشراكة مع جمعية السلام والتنمية للتنمية والعمل الاجتماعي بتيفلت لفائدة النزلاء المسنين يندرجان ضمن إستراتيجية المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، التي تروم تكثيف البرامج الاجتماعية الإدماجية وتنويعها للحفاظ على الروابط النفسية والروحية للنزلاء.
وقال بهذا الخصوص ” إن هذا الحفل يأتي كفعل إنساني واجتماعي راق يجسد بحق الدور الكبير الذي الذي يلعبه شركاء المندوبية العامة من أجل تسهيل إعادة إدماج هذه الفئة عن طريق مختلف الأنشطة التي تنظم داخل الوسط السجني والتي تعتبر تكملة للبرامج الاجتماعية الهادفة التي تسير عليها المؤسسة السجنية”.
ومن جهتها، ذكرت رئيسة الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع السيدة نزهة بدوان بأن تنظيم هذا الدوري، يندرج في إطار اتفاقية الشراكة التي تربط المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بالجامعة منذ 8 ماي 2017، والتي تهدف بالأساس إلى التحفيز على تعميم الممارسة الرياضية داخل المؤسسات السجنية والوقاية الصحية للنزلاء وتهيئ إعادة إدماجهم بعد الإفراج عنهم.
وأبرزت الأنشطة الرياضية والتربوية و التحسيسية والترفيهية المتعددة التي تقوم بها الجامعة بشكل منتظم داخل هذه المؤسسة السجنية وباقي المؤسسات السجنية بمختلف ربوع المملكة، مؤكدة استعداد الجامعة التام لدعم جهود ومبادرات المندوبية العامة ضمن إستراتيجيتها، لاسيما في شقها المتعلق بإعداد برامج رياضية لفائدة نزلاء ونزيلات المؤسسات السجنية ، باعتبار الرياضة تشكل إلى جانب الأنشطة الاجتماعية والثقافية، مدخلا مهما في عملية إعادة الإدماج التي تقوم بها المندوبية، خاصة وأن النزيل أو النزيلة هما بحاجة أكثر من غيرهما إلى ممارسة الرياضة التي أضحت حقا دستوريا.
ونوه السيد إدريس مزريوي رئيس مصلحة العمل الاجتماعي بالسجن المحلي العرجات 2, في تصريح صحفي, بالمجهودات القيمة التي بذلتها الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع و جمعية السلام للتنمية والعمل الاجتماعي ” التي تعتبر بحق عملا إنسانيا واجتماعيا راقيا يجسد الدور الكبير الذي يلعبه الشركاء الفاعلين للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج في إطار أنسنة الفضاء السجني من أجل تسهيل إعادة إدماج هذه الشريحة من المجتمع من خلال تنفيذ وتنويع الأنشطة داخل الوسط السجني”.
وخلص السيد مزريوي إلى أن ما تقوم به الجامعة والجمعية ” يعد نموذجا يحتذى به لدى باقي الفاعلين في المجتمع المدني للانخراط الفعال والمثمر تنزيلا لما جاء في الخطاب الملكي السامي لدى افتتاح السنة القضائية سنة 2003 بمدينة أكادير”، مؤكدا أن هذه الفئة من المجتمع” هي في أمس الحاجة لمثل هذه المبادرات الانسانية”.
قد يهمك أيضا: