في ليلة لن تُمحى من ذاكرة كرة القدم الأوروبية، استطاعت البرتغال أن تنتزع تاج دوري الأمم الأوروبية من بين أنياب الماتادور الإسباني، وذلك بعد معركة ضارية امتدت لـ 120 دقيقة من الإثارة المتواصلة، قبل أن تحسم ركلات الترجيح المصير لصالح أبناء الديك على ملعب آليانز آرينا العريق في مونيخ.
انطلقت شرارة هذا الكلاسيكو الأوروبي مبكراً، حين استغل مارتن زوبيميندي الفوضى الدفاعية في منطقة جزاء البرتغال ليفتتح مهرجان الأهداف في الدقيقة 21، محولاً كرة عرضية مشوشة إلى تحفة فنية استقرت في أعماق الشباك البرتغالية.
لكن الرد البرتغالي لم يتأخر طويلاً، فبعد خمس دقائق فقط، أشعل نونو مينديز جذوة الأمل في قلوب مشجعيه بتسديدة أرضية محكمة، بعد أن تسلل كالشبح إلى قلب منطقة الجزاء الإسبانية ليعيد التوازن للمواجهة.
مع اقتراب نهاية الشوط الأول، عاود الفريق الإسباني فرض هيمنته على الأحداث، عندما تألق ميكيل أويارزابال بهدف رائع في الدقيقة 45، مستغلاً خطأ دفاعياً برتغالياً ليضع الماتادور مجدداً في المقدمة قبل دقائق من صافرة نهاية الشوط.
عودة الأسطورة رونالدو
وفي لحظة سحرية تليق بأسطورة كرة القدم البرتغالية، استطاع كريستيانو رونالدو أن يتدخل في اللحظة المناسبة ليحول انحرافة محظوظة من المدافع الإسباني لو نورماند إلى هدف تعادل ثمين، مذكراً الجميع بأن العمالقة لا يغيبون عن المشاهد الحاسمة.
رغم الأفضلية البرتغالية الواضحة في الوقتين الإضافيين، إلا أن التعادل السلبي كان سيد الموقف، ليُحال الأمر إلى مقصلة ركلات الترجيح التي ابتسمت أخيراً للبرتغال بنتيجة 5-3، محققة بذلك إنجازاً تاريخياً جديداً في خزائنها الذهبية.
وهكذا، تُوّجت البرتغال بطلاً لدوري الأمم الأوروبية وسط احتفالات صاخبة في مونيخ، مؤكدة أن العزيمة والإصرار قادران على تحويل الأحلام إلى حقيقة ذهبية.
قد يهمك أيضا: