أشبال القاعة يرقصون على أنغام الفوز ويتوجون ببطولة قرطبة الدولية

في عرس كروي لم تشهد له الأراضي الإسبانية مثيلاً، كتب منتخب المغرب لكرة القدم داخل القاعة تحت 17 عاماً فصلاً جديداً في تاريخه الذهبي، حيث اختطف بطولة قرطبة الدولية بأداء فني خلاب جعل الجميع يقف إجلالاً واحتراماً.
الرحلة نحو القمة بدأت بانفجار هجومي مدوي أمام الديوك الفرنسية، حين تدفقت الأهداف الثمانية كالسيل العارم مقابل أربعة أهداف فقط للخصم، في مشهد عكس الجوع الكبير لدى الأشبال المغاربة وإصرارهم على ترك بصمة قوية منذ البداية.
لم تكن المحطة الثانية أقل إثارة، حيث واجه أسود القاعة الصغار تحدي اللعب في عقر دار الماتادور الإسباني. الضغط كان هائلاً والجماهير متحيزة، لكن شخصية اللاعبين المغاربة كانت أقوى من كل الظروف، فخرجوا منتصرين بأربعة أهداف مقابل هدفين، في انتصار حمل معه نكهة خاصة وطعم الإنجاز الحقيقي.
المحطة الأخيرة كانت بمثابة الختام المسكي لهذه الملحمة، حيث تحول اللقاء أمام النسور الأمريكية إلى عرض فني خالص، انتهى بعشرة أهداف مغربية مقابل هدفين فقط. هذا الانتصار الساحق لم يكن مجرد نتيجة، بل رسالة واضحة للعالم بأن المواهب المغربية قادرة على التفوق في أي زمان ومكان.
خلف هذا النجاح الباهر، تقف رؤية استراتيجية واضحة المعالم وشخصية استثنائية هي هشام الدكيك، الذي تحول اسمه إلى رمز للتميز في عالم كرة القدم داخل القاعة المغربية. الرجل الذي يعمل بصمت وإخلاص منذ سنوات، يزرع بذور النجاح في نفوس الأجيال الصاعدة، ويشكل هوية كروية مميزة تحمل عبق الأصالة المغربية.
هذا التتويج الجديد ليس حدثاً منعزلاً، بل حلقة في سلسلة ذهبية من الإنجازات التي ترسخ مكانة المغرب كقوة عالمية في هذا المجال. من النجاح على مستوى المنتخب الأول الذي حقق كأس إفريقيا وشارك في بطولتين عالميتين متتاليتين، وصولاً إلى هذا الإنجاز الذي يؤكد عمق المشروع التطويري للفئات الصغرى.
الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تستحق التقدير لدورها المحوري في دعم هذا المشروع الطموح، حيث وفرت كل الإمكانيات اللازمة من معسكرات تدريبية متخصصة ومواجهات دولية إعدادية، بل وأكثر من ذلك، فقد تبنت رؤية بعيدة المدى تهدف إلى بناء أجيال قادرة على المنافسة العالمية.
هذا اللقب الجديد يحمل في طياته رسالة أمل وبشرى سارة للمستقبل، فالمواهب المغربية الشابة تنمو وتزدهر، والمنابع لا تتوقف عن العطاء، مما يبشر بغد مشرق لكرة القدم داخل القاعة في المملكة المغربية.
قد يهمك أيضا: