آراء وتحليل

المنتخب الوطني المغربي: هل حان وقت إقالة حاليلوفيتش ؟

بقلم مولاي سعد لمراني

عاشت الجماهير المغربية فرحة التأهل لمونديال قطر للمرة السادسة في تاريخ مشاركات المنتخب الوطني ،فرحة تمت أمام آلاف الجماهير العاشقة للفرجة والفوز والتألق،هذا التأهل عقبته ردود أفعال متضاربة حول مدى جاهزية التشكيلة التي لعبت الإقصائيات،فأغلب التصريحات جاءت على أنها أضعف منتخب على مر المشاركات،لأسباب عدة،لكن النقطة التي كانت مشتركة بين كل الأطياف الرياضية هي حول المقياس الذي وضعه الناخب الوطني في اختياراته التي تشوبها نقاط استفهام مبهمة حول جاهزية التشكيلة الأساسية وكيفية مجاراة منتخبات قوية أوقعتنا معها القرعة في مجموعة واحدة  ،هل بدأ المدرب في التفكير الجدي في تعزيز الترسانة البشرية للأسود بأسماء قد تعطي للتشكيلة مزيدا من القوة والصلابة،وكيف يمكن تدعيم صفوف المنتخب بالعناصر المستبعدة من أجل الاستعداد الجيد وبصورة تليق بالإمكانيات المرصودة لذلك،فالجماهير المغربية تدافع عن لاعبيها المفضلين الذين ظلموا واستبعدوا،إلا أن هناك إتجاها آخر من طرف الجامعة الوصية التي تبحث عن تدعيم المنتخب الوطني بلاعبين جدد قبل انطلاق نهائيات كأس العالم ،لكن للمدرب رأي آخر وعقلية متصلبة تتجه في الاتجاه المعاكس لما تطلبه الجماهير وتنادي به،فعجرفته وعقليته المتعالية و المتجاوزة وعدم احترامه لآراء الآخرين جعلته ينصت لنفسه ويتعنت لاختياراته ،مدرب همه الوحيد هو الاستهتار بمشاعر الآخرين وعدم الرضوخ لمطالب الجماهير والشارع المغربي بل تعداه إلى عدم الإنصات إلى تدخلات رئيس الجامعة ومحاولة الوصول إلى حل فوري من أجل إذابة جليد الخلافات بينه وبين اللاعبين المستبعدين،فالمدرب الكبير الذي يحترم نفسه ويحترم مشاعر المواطنين هو من يحتوي النجوم ويضمهم إليه دون إحداث الفتنة والتفرقة بين مكونات المنتخب.

هناك إصطدامات كبيرة وقعت في أعتى المنتخبات بين المدربين واللاعبين كما هو الحال بالنسبة للمنتخب الايفواري والمنتخب الياباني لكن تم احتواء الأزمة بشكل إيجابي،وهناك نماذج كثيرة على الساحة الكروية العالمية،لا لشيء سوى الرضوخ للمصداقية واحترام طقوس اللعبة الكروية،لكن للأسف فناخبنا الوطني له عدة مشاحنات سواء مع الصحافة الوطنية أو الجماهير المغربية،وقد لا يخفى على أحد ما صدر منه أثناء فرحة التأهل في حق الجماهير ورده عليهم بكلمات نابية أججت غضبهم وجعلتهم ينادون بإقالته حالا،زد على ذلك التصريحات التي أدلى بها رئيس الجامعة الملكية مؤخرا التي أكد من خلالها بأن تأهل المنتخب الوطني لنهائيات كأس العالم لا يعني بأن المدرب لن يغادر قلعة الأسود وهو الأمر الذي جعل حاليلوزيتش غير مهتم بما صرح به المسؤول الأول عن قطاع كرة القدم،الأمر الذي جعل العلاقة بين الجامعة والمدرب يشوبها نوع من البرود في الفترة الأخيرة ،نظرا لرغبة فوزي لقجع الصريحة في إعادة النجوم المبدعين عن صفوف المنتخب وهي ضرورة ملحة لإعطاء التشكيلة الوطنية نوع من الاستقرار الفني والتكتيكي لما لهم من دور في تحقيق الإضافة،فخروج الجماهير التي طالبت المدير الفني باستدعاء زياش والمزراوي في عدة مناسبات قابلتها بتعنت غير مسبوق وردة فعل استفزازية من خلال إطلاقه لسباب وبكلمات نابية خطيرة في حق الجماهير المغربية أنستها فرحة التأهل وأججت غضب كبير واستياء عارم كان بموجبه إطلاق حملة إقالته توا ودون انتظار ،فعجرفة وأنانيته تمادت وسال فيها كثير من المداد،كما أن الجميع يستغرب لصمت الجامعة لما يقع،فسبابه وتعنته وإقصاءه للاعبين نحن بأمس الحاجة لخدماتهم أفقدتنا الثقة تماما بمستقبل المنتخب في قادم الاستحقاقات.

لقد انطلقت الاحتجاجات عبر وسائط التواصل الاجتماعي وكذا على مستوى الشارع الرياضي،مطالبة بإقالة المدير الفني وذلك منذ الاخفاق في كأس إفريقيا الأخيرة نظرا للمستوى الباهت الذي ظهر به المنتخب الوطني وكذا الاختيارات التي لم تعطي أي جديد،ذلك الإخفاق يرده المتتبعون إلى العناد الكبير الذي أبانه المدرب منذ إعلانه عن اللائحة النهائية للاعبين الذين سيشاركون في الاقصائيات،زد على ذلك الاستبعاد الغير مبرر للاعبين أبانوا عن مستوى عالي مع أنديتهم بشهادة جميع المنابر الإعلامية العالمية،لكن للأسف تم الاعتماد على لاعبين احتياطيين في فرقهم،أو لا زالوا يعانون من الإصابة،والأسماء يعرفها كل متتبع رياضي مغربي،فمناداة مؤيدي الإقالة لهم حججهم ودوافعهم،حيث أصبحت واجبة وآنية نسبة إلى عدم تحقيق ما كان متفق عليه مع الجامعة والأهداف المضمنة في العقد،وهذا ما صرح به فوزي لقجع وأكده في كثير من الأحيان ،حيث صرح بأن الفشل في تحقيق أي هدف من الأهداف المبرمة يسمح للجامعة الملكية لكرة القدم تفعيل بند الإقالة.

نستغرب تصرفات هذا المدرب الذي أساء كثيرا لسمعة الكرة الوطنية،وكذا عدم احترامه لمشاعر أغلبية متتبعي أخبار المنتخب،لم تسر الأمور على احتجاجات الجماهير المغربية بل تعدته إلى اللاعبين أيضا،لقد استاءوا من طريقة إدارة المدرب للمنتخب خصوصا على مستوى الاختيارات وكذا التكتيك المعتمد،ناهيك عن تغييره المستمر لمراكز اللاعبين ما احدث ارتباك واضح في عدة مباريات،ومنهم من طالب رئيس الجامعة لوقف هذه المهزلة التي يتعرضون لها،اذن نحن ننتظر ما قد تجود به الأيام القادمة ،الإشاعات تتكاثر ويتم الترويج لها على أوسع نطاق دون بلاغ رسمي من الجامعة المخول لها تفنيد الخبر أو تثبيته،كما أن هناك وسائل إعلامية فرنسية تروج لأسماء مدربين عاطلين لتدريب الأسود،إلا أن اغلب الآراء تؤيد مدرب وطني،ربما ستكشف لنا الأيام القادمة ما يحاك ويروج داخل أروقة الجامعة الملكية حول مدى صحة ما يتداول،ونحن بدورنا نؤيد الجماهير الرياضية على ضرورة إقالة هذا المدرب وإبعاده عن عرين الأسود وفتح تحقيق حول ما تلفظ به من سب وقذف في حق الجمهور أثناء مباراة التأهل.

 

Show More

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button
× كيف يمكننا مساعدتكم؟