الحقيقة المرة لكرة القدم المغربية

بقلم د محمد رشد شراط
إن ما يتم تحصيله من إنجازات في كرة القدم المغربية جميل طبعا، لكن إحساسا بفراغ عميق نجده خلف هذا الجمال، الإحساس العام عندما ننزل إلى فرق الهواة ونخاطب أولياء أمور اللاعبين البراعم، واساتذة الرياضة في المدارس و الاعداديات والثانويات هو ” اليأس ” فالأغلبية يتفقون على أن قنوات اكتشاف المواهب التقليدية قد تذمرت: فرق الأحياء بسبب الكثافة السكانية، فرق الهواة بسبب التسيير والفرق العريقة بسبب ” السماسرية ” و الزبونية والمحسوبية.
إن ما نعيشه من إنجازات على المستوى الاحترافي لن يكون له أي قيمة مضافة للهيكل العام لكرة القدم المغربية إذا لم نقم بعملية جراحية موازية للاستئصال أورام اليأس التي تقتل المواهب وتدفع به للمخدرات.
اليوم يجب الاعتراف علنا بوفاة الطريقة التقليدية لاكتشاف مواهب كرة القدم الشابة والتوقف عن حقن المهدئات التي كان يحقنها الوزراء السابقون لجسد الرياضة المغربية المريض. أن الأوان أن يقوم السيد فوزي لقجع بوضع خطة واضحة للعشرين السنة القادمة، نضع فيها الفيروسات الرياضية خارج الميدان، و نصنع عاما بعد أخر قناة حديثة لاكتشاف المواهب الكروية، منذ نعومة أظافرهم مع السهر على تكوينهم بملاعب قرب تابعة للأطر الكفئة وليس ” السماسرية ” مع ضمان امتحانات ولوج الفرق شفافة وواضحة.
يجب أن لا نخضع للرغبة الجماهيرية الملحة لانجازات ” فاست فود ” يجب أن نصبر عقدا أو عقدين ونعمل بطريقة احترافية للعودة على الأقل إلى إنجازات الماضي، فيكفي أن نطرح سؤالا واحد، منذ كم من عقد لم تصنع البطولة الوطنية المغربية لكرة القدم، لاعبا اثبت وجوده في الدوري الأوروبي حتى الاعتزال كنورالدين النييت أو بادو الزاكي؟؟