الجزائر…بكل روح رياضية

بقلم د محمد رشد شراط
مازلت يوميا أعيد مشاهدة، ميكروطرطوارات الشارع الجزائري بعد فوز منتخبهم لكرة القدم على المنتخب المغربي في كأس العرب.
أشاهد مقاطعا يسب فيها بعض الجزائريين المغرب والمغاربة ويضرمون النار في العلم المغربي، وأحاول الفصل بين المشاعر والمنطق، فمشاعر الغضب والغيرة على وطني وعلمي تمنع المنطق الصحفي وعلوم التواصل من التحليل، ويبقى سؤال واحد يدور في ذهني: ماذا وقع؟
أليس هؤلاء الجزائريين هم أنفسهم الذين شجعناهم في كأس العالم، وذهبنا لملاقاتهم في الحدود المغلقة لنفرح معا؟ أليس هم أنفسهم الذين تقاسمنا معهم العبارة الشهيرة ” خاوة خاوة ” ؟
أضع فرضية الماكينة الإعلامية التي أتقن فنونها وأقول بحسن نية، ربما أن المنابر الإعلامية الجزائرية اختارت في ” المونتاج ” الجزائريين الذين شتموا المغرب فقط خلال ” الميكروتروطوار ” ؟ فأرى في خلفية الفيديو شبابا يحرقون العلم المغربي!!! ربما تم ترتيب وضعية الكاميرا لتكون هذه خلفية الفيديو “الحاقد ” (بكل حسن نية )؟ ربما هو الصحفي والكاميرامان والتقني والمنبر؟ وليس الشعب الجزائري الشقيق، فلا يمكن أن يكون هذا نفس الشارع الجزائري الذي كان يتغنى ب ” خاوة خاوة” منذ سنين قليلة!!! هل أصبحت الماكينة الإعلامية الجزائرية بهذه القوة في غسل دماغ المواطنين وأقنعت شباب “الحراك ” أن يوجهوا سخطهم الداخلي نحو المغرب؟؟
هل هي ربما حرب الراب بين “حليوة “و “ديدين”؟ وتأثير مغنيي الراب الرهيب على الشباب التي دقت طبول الحروب؟؟
المهم أنه يجب أن نجد جوابا منطقيا و لابد من معرفة حقيقة مشاعر الشارع الجزائري تجاه المغرب لمسألتين:
– أولا : الشارع المغربي غير مهتم أو حاقد أو كاره للشعب الجزائري، وأي أخ من الجزائر يعيش بيننا سيؤكد ذالك.
– ثانيا: إذا أزلنا “حسن الظن” وكانت الفيديوهات تدل على إحساس أغلبية الشارع الجزائري نحو المغاربة، فيجب أن نصفق ل”تبون ” فقد استطاع النفاذ بجلده مما يعيشه الجزائريون تحت حكمه الفاشل، الذي يغلق فيه الحدود عن بوابته الاقتصادية نحو اسبانيا ويغدق بالرشاوى على جاره الشرقي ليردد كالببغاء ما يكتبه قصر المرادية.
وسط كل هذه التساؤلات، سؤال بريء أخر يدور في بالي، ذكرتني فيه تغريدة الرئيس تبون مباشرة بعد فوز منتخبهم على منتخبنا الرديف، وهي قصة ” المليون ونصف ” شهيد، طبعا رحم الله كل الشهداء الذين ماتوا في سبيل الدفاع عن وطنهم. لكن كيف لدولة أن تستعمر دولة وتقتل هذا العدد المليوني؟ ألم يكونوا يعرفون كيف يدافعون عن أنفسهم؟ العلم عند الله.
المهم، لن نحمل مباراة كرة القدم أكثر من حجمها، فالهزيمة والفوز هما أساس التنافس في كل الرياضات، لكن بما أن الأخوة الجزائريين وضعوا لنا تحديا بأن منتخباتهم في جميع الرياضات ستكتسح منتخباتنا، فلنقبل التحدي بكل روح رياضية ونريهم من سيضحك في الآخر ( في الرياضة طبعا…)